Sunday, 20 March 2011

شجرتي الصبية


امام شرفة حجرتي شجرة توت عملاقة , يزيد عمرها عن عمري
في الظلام يحول الهواء غصونها و اوراقها الى اشباح و لكن لم تحاول هذه الاشباح إخافتي يوما فبيننا صداقة منذ ميلادنا
احزن كثيرا حين ارى غصونها قد جفت و ارى آخر اوراقها قد سقطت مع دخول فصل الشتاء , رغم عشقي للشتاء بهوائه البارد و امطاره التي تذوب معها اي هموم و لكن يحزنني ما يفعله الشتاء بشجرتي فهو يحيلها الى عجوز هرمت و شاب شعرها و يجردها من حليها الخضراء التي تشع جمالا و إشراقا , يأخذ من شبابها زينتها الحمراي التوت الذي لم لذق له مثيلا في اي مكان.
و لكن بعد شهور قليلة و حين يوشك الشتا على الرحيل ارى غصون العجوز اليابسة و هي تتشقق ليولد منها الورق الاخضر البديع بكل رونقه و جماله ,فسبحان الذي يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي.
شجرة لا يرعاها احد لا يسقيها احد و لا اظن غيري يهتم بملاحظته, مع اول نسمة باردة من كل شتاء ينتابني القلق حيالها و اخاف ان تكون الاوراق المتساقطة هي اخر اوراق هذه الشجرة فلست دائمة الوثوق بالربيع و الصيف ان سقدروا على اعادة الشباب لشجرتي و لكن مع اول نسمة دافئة يعود الشباب و الخضرة و النضارة و حمرة الثمار الى شجرتي العزيز و الان و بعد كل هذه السنين اظن اني بدأت اثق لا بالصيف ولا بالربيغ بل بشجرتي التي لا تقبل ان يطول عجزها و تصر بكل قوة على العودة من جديد , الان استطيع ان اجزم انه ما من شتاء يستطيع ان يسلب الحياة من شجرتي فالله يرعاها و يمدها بقوة ومقدرة على العودة و التجدد مهما طال الشتاء

فيا شجرتي العزيزة ارجو ان يكون ظول صداقتي لك و لأشباحك الطيبة قد اكسبني ولو القليل من قدراتك



No comments:

Post a Comment